من حق القيروان عودة الحياة لقاعات السينما

منير الفلاح ـ الشارع المغاربي ـ العدد 289 ـ الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

قرأت هذه الأيام العديد من المنشورات على فايسبوك فيها دعوة صريحة لإستعادة مدينة القيروان زعامتها السينمائية التي عرفتها في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث كانت قبلة المنتجين والموزعين السينمائين لتصوير أفلامهم هناك لما تتمتع به المدينة من ديكور طبيعي خلاب وأيضا لعرض أفلامهم ونقاشها مع جمهور مثقف تربى سينمائيا داخل نوادي السينما والسينمائيين الهواة…
وان ننسى فلن ننسى ان مدينة القيروان إحتضنت تصوير فيلم «جحا» من إخراج «جاك براتياي» ومن بطولة النجم المصري والعالمي عمر الشريف والنجمة العالمية المولودة في تونس كلوديا كردينال وكان ذلك في سنة 1958
يروي الفيلم حكاية «جحا» شاب فقير ساذج لأسرة كثيرة العيال أكثرهم من البنات. حار أبوه فيه بسبب غرابة أطواره، وأرسله ليتعلم في جامع الزيتونة، وهناك شاهد الشيوخ جالسين وحول كل واحد منهم تلاميذه، وجد شيخ يقول إن الأرض كروية، بينما سمع آخر يؤكد إنها منبسطة وسطحها مستوي.. تعجب جحا من عدم اتفاقهم على رأى واحد فيسخر من اختلافهم ويقرر ان يتركهم ـ
تبدأ مأساة جحا بوقوعه فى الحب. فقد كان فى المدينة شيخ عجوز طيب القلب كانت له زوجة كبيرة السن، وأراد الشيخ أن يتخذ له زوجة أخرى صغيرة دون أن يطلّق زوجته الاولى ـ
عانت الزوجة الشابة الجديدة «فلّة» من الوحدة مع زوجها الكبير، وعندما شاهدت جحا وقعت في حبّه، وهكذا بدأت قصة حب متبادلة بين جحا وفلّة ـ
جحا ليس الفيلم الوحيد الذي صوّر بالقيروان بل عقبه العديد من الأفلام العالمية لكبار مخرجي هوليوود لعل أهمّها فيلم «انديانا جونز : سارقوا التابوت» الذي انجز سنة 1981 من إخراج ستيفن سبيلبارغ وبطولة هاريسون فورد ـ
وقعت أحداث هذا الفيلم في عام 1936، خلال التوسع النازي. ينغمس أدولف هتلر في البحث عن تابوت العهد الذي يضم الوصايا العشر والذي يمكنه وفقًا للأسطورة من خلال قوى خارقة للطبيعة القضاء على جيوشا بأكملها ـ
تريد حكومة الولايات المتحدة العثور على التابوت قبل هتلر ولذلك قرروا إرسال دكتور هنري جونز (إنديانا جونز)، أستاذ علم الآثار، إلى مصر القديمة لجلب التابوت ـ
أذكر أن مدينة القيروان كانت من المدن المفضلة لإقامة الأسابيع السينمائية العالمية وأذكر انه في منتصف الثمانينات كلفت بوصفي رئيس حركة نوادي السينما من طرف الاستاذ عمارة السخيري الكاتب العام للجنة الثقافيّة الوطنية بالإشراف على إفتتاح أسبوع السينما السوفياتية وكنت مصحوبا ببطلة الفيلم النجمة «سفالتانا توما» وكان اللقاء شيقا وثريا ـ
حملة «من حق القيروان عودة الحياة لقاعات السينما» على فايسبوك دشنها الدكتور رفيق بوجدارية بنص بمناسبة انعقاد أيام قرطاج السينمائية الأخيرة رجع فيه بأسلوب حميمي فيه الكثير من الحنين والنوستالجيا إلى الفترة الزاهية للفن السابع بمدينة القيروان… نص هذه التدوينة منشور في إحدى الأعداد لجريدة الشارع المغاربي… وتلته تدوينات أخرى لعدد من الفاعلين على الساحة السينمائية التونسية إخترت الحديث عن إحداها بإمضاء السينمائي طارق الشرطاني حيث قال : «القيروان اول مدينة يصور بها شريط سينمائي ناطق بعنوان مجنون القيروان تمثيل محى الدين مراد سنة 1937 واول شريط بالالوان الطبعية بعنوان جحا تمثيل عمر الشريف وكلوديا كردينال سنة 1958 وبني بها من اهم قاعات السينما الكزينو البلدي في اواخر الاربعينات وقاعة سينما باريس في سنوات الثلاثين وسينمتاك الجيش الفرنسي وبعث المرحوم مصطفي النقبو نادي السينما سنة 1964 وبعث اهم مجلة سينمائية جحا ثم اصبحت الفن السابع المختصة في النقد السينمائي وكذالك احمد الخشين بعث نادي السينمائيين الهواة سنة 1965 وتحصل على اول صقر ذهبي في تارخ مهرجان قليبية واخرج شريط تحت مطر الخريف وتحصل فتحي كميشة على ثاني صقر ذهبي في تاريخ مهرجان قليبية ونشط بهذا النادي المرحوم الحبيب المسروقي والمخرج رضا الباهي والجامعي حمادي بوعبيد والمخرج عبد الوهاب بودن وعبد االله الكافي والمولدي الفهري ومحمد الفايز وكانت ولازالت القيروان ديكورا للسينما العالمية فقد صور بها المخرج العالمي سبيلبارق وجل المخرجين التونسيين سلمى بكار وعبد اللطيف بن عمار ورضا الباهي والناصر خمير واحمد الخشين وطارق الشرطاني… منذ أسابيع إستقبلت السيدة وزيرة الشؤون الثقافية مشكورة نخبة من المجتمع المدني بمعتمدية جربة لاعادة نشاط قاعة سينما والقيروان تستعد لانجاز الدورة الرابعة لايام القيروان السينمائية بدون قاعة سينما بالمدينة…فهل من لفتة لهذه المدينة لتستعيد أمجادها وزعامتها للفن السابع في تونس» ـ

منير الفلاح

www.acharaa.com

Soyez le premier à commenter

Poster un Commentaire